تأمل الحكومة الأسترالية في أداء جيد من المنتخب الأسترالي لكرة القدم خلال نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، من أجل تعزيز فرص أستراليا في طلب استضافة النهائيات في دورات مقبلة.
بيد أن المشجعين المتحمسين للمنتخب الأسترالي يخشون أن تكون فرصة فريقهم في التألق بالبطولة قد ولت بالفعل.
خرج المنتخب الأسترالي بصعوبة بالغة من نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ، في ثاني مشاركة له في النهائيات العالمية.
وجاء خروج الفريق بهدف في وقت متأخر من المباراة من ضربة جزاء مثيرة للجدل أمام المنتخب الإيطالي في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة ، ليفشل الفريق في الوصول إلى دور الثمانية ، في حين أكمل المنتخب الإيطالي بعد ذلك طريقه بنجاح إلى منصة التتويج بكأس البطولة.
ولكن مع رحيل المدرب الهولندي القدير، جوس هيدينك من قيادة الفريق بعد ذلك مباشرة ، لم يعد الاستقرار قائما في الفريق ، حيث ما زال المدرب الهولندي الآخر بيم فيربيك ، المدير الفني الحالي للفريق ، في مرحلة التجارب ، فيما يتعلق بتشكيل الفريق.
كما أن فيربيك لا يحظى بنفس الإمكانيات التي يتمتع بها هيدينك (المايسترو) والتي قاد بها الأخير منتخبي هولندا وكوريا الجنوبية إلى الدور قبل النهائي في بطولات كأس العالم.
والأكثر من ذلك أن أي نتائج يحققها المنتخب الأسترالي في كأس العالم 2010 أقل مما حققها بقيادة هيدينك في كأس العالم 2006 ستكون دليلا على فشل فيربيك.
أما مشجعو أستراليا الذين يرغبون في الانتصارات ، فلا يرون في التأهل للنهائيات مايكفي.
وتمتلك أستراليا منتخبات ذات قدرة على المنافسة على المستوى العالمي في رياضتي الرجبي والكريكيت.
وربما يتأثر المنتخب الأسترالي حاليا بافتقاده التأييد والمساندة القوية من المشجعين ، خاصة في ظل غياب أجواء الإثارة والتوقعات الكبيرة التي صاحبت الفريق قبل كأس العالم 2006 بألمانيا.
ويشعر بول واد القائد السابق للمنتخب الأسترالي باليأس لعدم قدرة الفريق على هز شباك منافسيه إلا بصعوبة فائقة.
وعلى مدار 14 مباراة خاضها المنتخب الأسترالي في التصفيات الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 ، سجل الفريق 19 هدفا فقط ، بمتوسط 36ر1 هدفا في المباراة الواحدة ، مقارنة ب 34 هدفا للمنتخب الإنجليزي و28 هدفا لأسبانيا و26 هدفا لألمانيا في عشر مباريات ، لكل من هذه المنتخبات بالتصفيات الأوروبية المؤهلة.
وقال واد "لا يمكن للمرء الاكتفاء بالدفاع على مدار 90 دقيقة في مباريات كأس العالم.. نتسم بالبطء فقط في بناء الهجمات في منطقة وسط الملعب".
وأعرب جون كوسمينا ، النجم السابق للمنتخب الأسترالي ، أيضا عن ندمه لاكتفاء الفريق بالاعتماد على تألق نجمه تيم كاهيل ، قائد فريق إيفرتون الإنجليزي ، من أجل هز شباك منافسيه.
كان كاهيل المنقذ للفريق في كأس العالم الماضية عام 2006 بألمانيا حيث سجل هدفين في عشر دقائق من مباراة الفريق الأولى في البطولة أمام نظيره الياباني ، بطل آسيا آنذاك.
ولدى سؤاله عما سيفعله في غياب فتاه الذهبي كاهيل ، أجاب فيربيك قائلا "سأختار مهاجما آخر وأتمنى أن يستطيع القيام بنفس الدور ، ولكنه ربما لا يستطيع ، لأن تيم كاهيل مهاجم من نوع خاص بالطبع ، وهو ما نعرفه جميعا".
وتظهر ضحالة المهارة الفنية في صفوف المنتخب الأسترالي بوضوح من خلال اللاعب لوكاس نيل الذي يواجه صعوبة في فرض نفسه على التشكيل الأساسي لفريق إيفرتون الإنجليزي.
ويضم المنتخب الأسترالي لاعبين محترفين في اليابان والصين واليونان وتركيا ، وكذلك في بطولات الدوري الكبيرة في أوروبا.
بيد أن بعض هؤلاء اللاعبين ، مثل لوكاس نيل ، لا يجدون الفرصة للمنافسة القوية مع أنديتهم ، وبالتالي لن يقدموا أفضل ما لديهم في كأس العالم بجنوب أفريقيا.
المدير الفني :
تولى المدرب الهولندي الصارم بيم فيربيك مسئولية تدريب المنتخب الأسترالي لكرة القدم في عام 2007 وقاد الفريق بنجاح للوصول إلى نهائيات كأس العالم 2010 لتكون المشاركة الثالثة للفريق في تلك النهائيات.
وأنهى فيربيك /53 عاما/ مسيرته كلاعب في عام 1980 وبدأ بعدها مباشرة مسيرته التدريبية.
كان منصبه السابق هو المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية ، علما بأنه كان مساعدا لمواطنه جوس هيدينك ، عندما قاد الفريق الكوري إلى المربع الذهبي في نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وسبق لفيربيك أن تولى تدريب فريقين بمدينة روتردام الهولندية ، هما فينورد وسبارتا.
ولدى توجيه الانتقادات إليه بسبب افتقاد المنتخب الأسترالي ، تحت قيادته ، للسرعة وبعض المهارات الأخرى ، يجيب فيربيك بأنه نجح في قيادة الفريق لنهائيات كأس العالم للمرة الثالثة فقط في تاريخ أستراليا.
ويعتمد فيربيك دائما على رأس حربة وحيد ، كما لا يركز بشكل أساسي على تسجيل الأهداف.
نجم الفريق :
ربما يبرز لاعب خط الوسط مارك فيدوكا كأفضل نجوم المنتخب الأسترالي لكرة القدم في السنوات الماضية ، يليه هاري كيويل ، ولكن النجم الأول للفريق في الوقت الحالي هو لاعب خط الوسط تيم كاهيل، قائد فريق إيفرتون الإنجليزي.
وقال الهولندي بيم فيربيك المدير الفني للفريق "كان دائما في الموقع المناسب وفي اللحظة المناسبة". ويرغب مشجعو المنتخب الأسترالي دائما في تلقيب كاهيل ب "تيني تيم" أو "تيم الصغير".
وانضم كاهيل /29 عاما/ إلى صفوف المنتخب الأسترالي في عام 2004 وكان لاعبا بفريق ميلوال الإنجليزي في ذلك الوقت ولكنه انتقل إلى ليفربول الإنجليزي في نفس العام بعدما ساهم في وصول ميلوال لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
ويشعر كاهيل المولود في سيدني بالسعادة لاعتماد فيربيك عليه بشكل أساسي. وقال "أريد أن يكون الشخص الذي يعتمد عليه الفريق. أريد أن أكون الشخص الذي يلجأون إليه".
ويمتلك كاهيل الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يسجلها لاعب برأسه في تاريخ الدوري الإنجليزي ، وذلك برصيد 20 هدفا رغم عدم طول قامته (78ر1 متر).
وسجل كاهيل أول هدف لأستراليا في تاريخ مشاركاتها بكأس العالم ، كما يحمل الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب أسترالي في بطولات كأس العالم حتى الآن.
منتخب أستراليا في سطور :
تأسيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم : عام 1961 . الانضمام للفيفا : عام 1963 . أفضل مركز في تصنيف الفيفا : 14 في أيلول/سبتمبر 2009 . أسوأ مركز في تصنيف الفيفا : 92 في حزيران/يونيو 2000 . مشاركاته السابقة في بطولات كأس العالم : مرتان في عامي 1974 و2006 . أفضل نتيجة في بطولات كأس العالم : دور الستة عشر في بطولة 2006 . تاريخ التأهل للنهائيات : السادس من حزيران/يونيو 2009 .
