يعتمد الملايين حول العالم على الغابات في توفير الدواء ومواد البناء والوقود والدخل والغذاء. وتشير تقديرات المنظمة الى أن نحو 500 مليون شخص يعيشون في الغابات أو بالقرب منها؛ وتشكل الغابات في بعض المناطق مصدر الغذاء الوحيد لهم. لكنها أينما كانت، فإن الغابات توفر على نحوٍ منتظمٍ جزءاً مكمّلاً لوجبات الإنسان
وتمثل الأغذية التي تنتجها الغابات في كثير من البلدان النامية شبكة أمانٍ تمسّ الحاجة إليها، إذ تعين السكان على تدبُّر أمورهم في فترات ما بين مواسم الحصاد، وعندما تُجدب المحاصيل، أو خلال فترات الجفاف أو المجاعات أو الصراعات الاجتماعية. كما تسند الغابات الإنتاجَ الحيواني من خلال توفير العشب للماشية في بعض المناطق ؛ بينما تمثل سنداً بيئياً لمصايدَ الأسماك المحلية في مناطق أخرى - كالمستنقعات الساحلية التي يحفرها الإنسان مثلاً.
بيد أنه الى جانب هذه الإسهامات المباشرة في الأمن الغذائي، فإن الخدمات البيئية التي تقدمها الغابات تلعب دورا غاية في أهميته لضمان الإنتاج الزراعي المستدام: حيث تساعد الغابات على تنقية إمدادات المياه وصونها، وتوفر الحماية من انجراف التربة وتدهور الأراضي، وتنهض بدور في تلطيف المناخ والحد من سرعة ارتفاع حرارة العالم من خلال إزالة ثاني أكسيد الكربون في الأجواء.
كذلك تعتبر الغابات مستودعاتٍ غنية للتنوع الحيوي، وتمدّ أعداداً ضخمة من الفقراء بالوقود اللازم لطهي طعامهم وتدفئة منازلهم. بينما توفر العمالة القائمة على الغابات مصدراً للدخل النقدي لكثيرين غيرهم
"إن استمرار الغابات يشكل في الحقيقة ضماناً لبقاء النوع البشري. إذ توفر عدداً كبيراً من المنتجات والخدمات المختلفة، وتؤدي الكثير من الوظائف الهامة".
كما أن للغابات دورا أساسيا تنهض به في الحفاظ على موارد رئيسيةٍ أخرى كالمياه والتربة.