التربية البيئية ومفاهيمها
قبل التحدث عن مفهوم التربية البيئية لابد من الإشارة إلى نشأة وتطور هذا المفهوم الذي تعود جذوره إلى الديانات السماوية وبعض الديانات الأخرى "كالهندوسية" و"البوذية".
فالديانة المسيحية مثلا تدعو إلى التعامل مع الطبيعة بحكمة ورحمة، أما بالنسبة لديانة الإسلامية فالتربية البيئية متأصلة في تراثها، سواء في الآيات القرآنية الكثيرة مثل قوله تعالى :"كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ".سورة البقرة أية 60 فالآية الكريمة تدعو الإنسان للحصول على رزقهم من البيئية دون إفسادها وتخريبها.
وهناك أحاديث تدعو للحفاظ على البيئة وتحسينها منها قوله )ص("إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ". وحتى في الموروث الشعبي أمثلة كثيرة للاعتناء بالبيئة منها "غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون".
وقد زاد تطور هذا المفهوم في الربع الأخير من القرن العشرين وذلك نتيجة المشاكل البيئية الكثيرة التي ظهرت بعد الثورة الصناعية مثل تأكل طبقة الأوزون وغيرها، وقد تجلى هذا الاهتمام في تنظيم مجموعة من المؤتمرات نذكر من بينها:
- مؤتمر ستوكهولم سنة 1982 م في عاصمة السويد .
- ندوة بلغراد سنة 1985 م وقد أفرزت هذه الندوة على ميثاق بلغراد وهو ميثاق أخلاقي عالمي كما تم وضع إطار وتحديد ألأهداف وغايات وخصائص التربية البيئية .
- مؤتمر تبليسي سنة 1988 م عقد بتبليس عاصمة جورجيا .
تعددت الآراء حول معنى التربية البيئية بتعدد مدلول العملية التربوية وأهدافها، ومن جهة أخرى مدلول البيئة بحيث يرى البعض أن دراسة البيئة ضمان لتحقيق تربية بيئية، وهناك من يرى أن التربية البيئية اشمل وأعمق
- لماذا الحديث عن التربية البيئية كنهج تربوي ؟.
ردا على الأخطار المتزايدة والمتفاقمة الناتجة عن سلوك الإنسان الخاطئ مع بيئته جاءت التربية البيئية كمفهوم تربوي حديث نسبيا نتيجة تفاعل مفهومي التربية البيئية ووليدهما ، وقد تطور هذا المفهوم فأصبح يتضمن النواحي الاقتصادية والاجتماعية بعد أن كان مقتصرا على الجوانب البيولوجية و الفيزيائية ، وقد تم دمج التربية البيئية في المناهج التربوية الحديثة ،وذلك بإعطاء الأولوية للمشكلات التي تتعلق بكيفية حماية الموارد الطبيعية والأحياء النباتية والحيوانية وما يتعلق بها من مواضيع .
خلاصة القول الغاية من التربية البيئية كمفهوم وكنهج هي تكوين الأفراد الواعين بيئيا ليتمكنوا من التعامل مع بيئاتهم بشكل صحيح.