في بعض الأحيان يبحر بك الفكر في غيبات الماضي وشدرات الحاضر وخواطر المستقبل، لتتأمل وإياه في غفلة
من صخب الحياة وضجيجها، واقعا بعيدا عن الواقع كما هو وقريبا من العالم الأفلاطوني الحالم كما نريده، في
هدوء تام وخلجات نفس متزامنة مع الخروج من قوقعة الإزدحام إلى رحابة الوحدة المتناسقة والمتناغمة مع
طموحات الأحاسيس المتراكمة مع الزمن.
فما أجمل الهدوء في زمن كتر فيه الصخب وما أجمل الوحدة في واقع أصبح مرادفا للإزدحام وماأروع الإنصات
في وقت كتر فيه الكلام وما أحلى التأمل عندما يسود الضباب دون سابق إنذار.
إن حاجتنا للهدوء تزداد إلحاحا كلما كترت من حولنا المنغصات وهده دعوة للتأمل وتعلمه تم الإبتعاد قليلا عن مشاغل الحياة.