تواجه البيئة في الوقت الراهن مخاطر عديدة، نتيجة النمو الديموغرافي الهائل والنشاطات البشرية المكثفة وسوء تدبير الموارد الطبيعية، واستنزاف الجانب غير المتجدد منها. كل هذا أدى إلى تدهور وتلوث البيئة، بحيث حصل تغير كمي ونوعي في مكونات البيئة الحية وغير الحية، ولا تستطيع الأنظمة البيئية استيعابه من دون أن يختل توازنها.
وحتى لا تبقى هذه المشكلات عائقا في وجه التنمية المستدامة، لابد من التدخل العاجل والفوري لمجموعة من الخيارات والتي من بينها الإرادة السياسية والتدبير العقلاني للموارد الطبيعية واستخدام التكنولوجيا المتكيفة إلى جانب الإعلام والتربية البيئية التي من شأنها الإسهام في صيانة البيئة ووقايتها من الأخطار في الميادين الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية.
إن إجراءات المحافظة على البيئة من تراكم الأزبال والقاذورات ومخلفات المصانع والنفايات الحيوانية والنباتية، وتلوث الهواء بسبب انتشار الغازات السامة والزوابع الرملية والغبار ودخان المحروقات، ينبغي أن تتم جميعا في عمل مواز للأنشطة الأساسية، في الوقت الذي تسعى فيه السياسة البيئية الوطنية المتمثلة في القرارات الوزارية والمواثيق الدولية التي صادق عليها بلدنا، تسعى التربية البيئية هي أيضا باهتمام متزايد لإحداث التغيير اللازم في طرق التفكير والسلوك البيئي عند المواطن بصفة عامة والمتعلم بصفة خاصة.
فالتربية البيئية تهدف إلى تطوير الوعي البيئي وخلق المعرفة البيئية الأساسية بغية بلورة سلوك بيئي إيجابي بمثابة الشرط الأساسي كي يستطيع الفرد أن يؤدي دوره بشكل فعال في حماية البيئة وبالتالي المساهمة في الحفاظ على الصحة العامة. إن التربية البيئية هي عبارة عن عملية تطوير وجهات النظر والمواقف القيميّة وجملة المعارف والكفايات والقدرات والتوجهات السلوكية من أجل صيانة وحماية البيئة، وتوفير ظروف وحياة أفضل حاضرا ومستقبلا.