تولدت النفايات مند نشأة الجنس البشري على سطح الأرض. وكانت تشمل بقايا الطعام، والأدوات المكسورة، وأعضاء جسم الحيوان، والفخار. ومع ذلك كانت كمية هذه النفايات ضئيلة للغاية بسبب ندرة المواد والسلع.
ومع تطور المجتمعات وتنامي قدراتها على استخلاص المواد الخام وإنتاج السلع، زاد حجم المنتجات بطريقة أكثر تطورا وتعقيدا، مثلما حدث بالنسبة لمكونات وحجم النفايات المتولدة عنها. وتولدت إلى جانب نفايات الإنسان التقليدية، نفايات من نواتج جانبية للتعدين وأحماض ومعادن ثقيلة بمعدلات فاقت تلبية المتطلبات المتزايدة. حيث أن الثورة الصناعية في أواخر القرن التاسع عشر لم تأت فقط بتطورات لم يسبق لها مثيل، بل جاءت أيضا بجيل جديد من النفايات. كما أن الطفرة غير المسبوقة في إنتاج الكيماويات العضوية خلال هذا القرن أدت إلى زيادة في حجم وسمية النفايات.
فعلى مدى التاريخ سبب تداول وإدارة النفايات مشكلات للمجتمع. حيث أدى طرح القمامة بطريقة غير مناسبة إلى جدب الحشرات الحاملة للمرض (مثل الملاريا والتيفوس) فضلا عن مسببات الأمراض (البكتيريا والفيروسات)، مما شكل تهديدا خطيرا للصحة. وقد شكلت الطفرة الضخمة في إنتاج الكيماويات العضوية المختلفة في أعقاب الحرب العالمية الأولى والثانية، تهديدا إضافيا أشد خطورة على الصحة والبيئة. حيث تم تصريف كميات كبيرة من الكيماويات، بتأثيراتها غير المعروفة، في الهواء والمياه والأرض. الشيء الذي أدى إلى الارتفاع الأصوات المتسائلة عن مدى الأمان في تداول وإدارة النفايات وتصريفها في الهواء أو إلقائها في الأنهار والبحار.