البدانة ممكن أن تؤثر سلبياً على الإنسان، وعلى الشخص البدين أن يهتم أكثر إلى صحته ليتخلص من بدانته، فمؤخراً ربطت دراسة أميركية بين بدانة المرأة ومدى أدائها الذهني، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يعد مشكلة تزداد سوءاً مع التقدم في العمر.
وأشارت الدراسة، التي أعدتها الدكتورة ديانا كيروين، وهي أستاذة مساعدة في قسم طب الشيخوخة في كلية فاينبيرغ للطب بجامعة نورث وسترن في شيكاغو بولاية إيلينوي ورفاقها، ونشرت في دورية علم الشيخوخة أخيراً، إن المورثات الجينية هي التي تحدد الأماكن التي تتراكم فيها الدهون في الجسم والتي تكون في الغالب في منطقة البطن والفخذين والورك، محذرة من أن ذلك يزيد احتمال الإصابة بأمراض مثل القلب.
وذكر موقع ساينس نيوز أن الدراسة شملت 8700 امرأة جميعهن ما بين الخامسة والستين والتاسعة والسبعين من العمر شاركن في "مبادرة الصحة النسائية" نظمها حوالي 40 مركزا صحيا في مختلف مناطق البلاد من أجل معرفة دور الهرمونات البديلة والنظام الغذائي وما إذا كان لذلك علاقة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والكسور وبعض أمراض السرطان.
وخضعت جميع النساء لاختبار الذاكرة من أجل معرفة مدى قدرة كل واحدة منهن على التفكير بشكل سليم بعد الوضع في الاعتبار عوامل مثل الطول والوزن ومؤشر قياس الوزن. وحصلت معظم النساء على علامات ضمن المجال الطبيعي وهو 90 و100 عند الخضوع لاختبار "3 أم أس أيه" للذاكرة والتفكير المنطقي، ولكن تبين أن النساء اللواتي كانت أشكالهن تشبه "الإجاصة"، للتدليل على زيادة أوزانهن وترهلهن انخفضت علاماتهن في الاختبار بنسبة نصف نقطة حتى بعد الوضع في الاعتبار عوامل مثل العمر والمستوى التعليمي وخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
وقال العالم في أمراض الشيخوخة جون مورلي من كلية الطب في سانت لويس بأميركا إنه من الأفضل ألاّ يكون شكل المرأة كالإجاصة، مشيراً إلى أن الدهون تنتج الـ"لبتين"، وهو هرمون يلعب دوراً في تنظيم تخزين الدهون في الجسم، وقد "أظهرنا أن اللبتين يزيد نشاط الذاكرة".
من ناحيتها، وصفت كيروين العلاقة بين شكل الجسم وقوى الإدراك بأنها معقدة، ونصحت المرأة بالتخفيف من وزنها، ورأت أنه "حتى لو شعرت المرأة بأنها بحالة طيبة لأن ضغط دمها ومستوى الكوليسترول لديها جيد عليها أن تراقب وزنها لأن التخلص من الوزن الزائد ليس جيداً لقلبها فقط بل ولدماغها أيضاً".