حصد المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي جائزة الكرة الذهبية وأكد مكانته كأبرز اللاعبين فى تاريخ برشلونة ، حيث فاز في كل البطولات خلال عام من الانتصارات.
وكان العام غير قابل للتكرار تقريبا بالنسبة لميسي ، الذي فاز في غضون بضعة أشهر بكل ما يمكن للاعب الكرة حصده: الدوري الأسباني وبطولة كأس الملك ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس السوبر الأسباني... والآن الكرة الذهبية ، الجائزة الفردية التي تنتقي أفضل لاعبي العالم.
كان هذا هو ما قررته مجلة "فرانس فوتبول" العريقة فجر اليوم الثلاثاء ، بعد عملية تصويت شملت جميع مراسليها. حصل ميسي على الجائزة الرفيعة بأكبر فارق عرفته خلال تاريخها الممتد على مدى 54 عاما ، بعد أن تفوق على البرتغالي كريستيانو رونالدو صاحب المركز الثاني بفارق 240 صوتا.
ومنح المصوتون والبالغ عددهم 96 شخصا ميسي 473 نقطة من بين 480 نقطة كحد أقصى للفوز بالجائزة. أي أنه فاز باكتساح.
وفي دلالة أكبر على هيمنة برشلونة الواضحة طيلة العام ، حصل تشافي على المركز الثالث خلف كريستيانو رونالدو ، قبل زميله أندريس إنييستا الذي جاء رابعا. ولم يسبق لفريق أن سيطر لاعبوه على ترشيحات الكرة الذهبية بهذا الشكل.
وفي سن الثانية والعشرين ، نال ميسي الاعتراف الدولي الصريح كنجم كبير في عالم الكرة ، بعد أن اختصر الزمن وقفز فوق حاجزه.
ولد ليونيل ميسي في مدينة روساريو الأرجنتينية ، وعندما بلغ السابعة من العمر بدأ اللعب في صفوف الناشئين بنادي نيويلز أولد بويز ، حيث ظل حتى عام 2000 . بعد ذلك بأعوام صرح إنريكي دومينجز الذي كان يتولى تدريبه في عام 1999: "الوحيد الذي رأيته يصنع لعبات مثل هذه كان مارادونا"، وعندها بدأت المقارنات بينه وبين أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والمدير الفني الحالي لمنتخب التانجو.
وفي سن الثالثة عشرة سافر إلى برشلونة للخضوع لاختبارات وأثار إعجاب مدربي النادي القطالوني ، الذين لم يكن باستطاعتهم تصديق أن طفلا صغيرا سنا وحجما بمقدوره أن يتمتع بكل هذه المهارة في قدميه.
وتعتبر جماهير برشلونة أن ميسي واحدا منها ، فهو أحد خريجي "لاماسيا" مركز إعداد اللاعبين الصاعدين في النادي ، الذين يحلمون بالانتقال إلى الاحترافية يوما ما. لكن القليل منهم يتقدمون ، فيما يسقط الكثيرون خلال الطريق.
وكان ميسي أحد من مضوا قدما بخطوات عملاقة على الرغم من صغر حجمه. بدأ مع الفريق الأول لبرشلونة في 16 تشرين ثان/نوفمبر عام 2003 ، أما ظهوره الأول في مباراة رسمية مع الفريق فكان في 16 تشرين أول/أكتوبر عام 2004 ، وظهر في المنافسات الأوروبية للمرة الأولى في السابع من كانون أول/ديسمبر من نفس العام.
وسجل اللاعب الأرجنتيني هدفه الأول في عالم المحترفين في الأول من أيار/مايو عام 2005 في مرمى الباسيت ، وكان عمره وقتها 17 عاما وعشرة أشهر وسبعة أيام ، ليصبح في ذلك الوقت أصغر لاعب يسجل هدفا لبرشلونة في الدوري الأسباني.
وفي نفس الموسم ، توج اللاعب بأول ألقابه مع النادي القطالوني عبر الفوز ببطولة الدوري الأسباني ليكون ذلك بداية لسلسلة من الألقاب تتضمن الآن ثلاث بطولات دوري وبطولة في كأس الملك وثلاث بطولات لكأس السوبر الأسباني وبطولتي دوري أبطال وبطولة لكأس السوبر الأوروبي.
لكن ميسي أكبر بكثير من الألقاب التي تحققت. إنه لاعب يجسد تماما قيم برشلونة الذي يسعى لأن يكون أحد أفضل الفرق التي تلعب كرة القدم في الوقت الحالي ، إن لم يكن أفضلها جميعا.
ويتميز ميسي بالانطلاقات الطولية كما يتمتع بمهارات رائعة رغم أنه يستمتع أيضا باللعب الجماعي. ومع ذلك كله لا يعاني من جنوح النجومية ، وأخلاقه داخل الملعب يشهد بها الجميع.
ويرتبط ميسي بأسرته بشكل كبير ، ومن النادر أن يلمحه أحد في سهرات مدينة برشلونة الليلية. شخصيته خجولة إلى حد كبير لذا فهو مختلف بعض الشئ عن أقرانه في علاقته بالصحافة ، إلا أنه يهتم كثيرا بالجماهير التي تعشقه.
إنه ميسي نجم الكرة العالمية الذي يدافع عن فريق لا يشبع من الفوز. ويأتي الاعتراف الجديد بقدراته بعد ساعات من فوز برشلونة على ضيفه ريال مدريد 1/ صفر في قمة الدوري الأسباني. فلا ميسي ولا برشلونة يملان تحقيق الانتصارات.